سورة المرسلات - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المرسلات)


        


{هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)}
قوله تعالى: {هذا يَوْمُ الْفَصْلِ} أي ويقال لهم هذا اليوم الذي يفصل فيه بين الخلائق، فيتبين المحق من المبطل. {جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} قال ابن عباس: جمع الذين كذبوا محمدا والذين كذبوا النبيين من قبله. رواه عنه الضحاك. {فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ} أي حيلة في الخلاص من الهلاك {فَكِيدُونِ} أي فاحتالوا لأنفسكم وقاووني ولن تجدوا ذلك.
وقيل: أي {فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ} أي قدرتم على حرب {فَكِيدُونِ} أي حاربوني. كذا روى الضحاك عن ابن عباس. قال: يريد كنتم في الدنيا تحاربون محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتحاربونني فاليوم حاربوني.
وقيل: أي إنكم كنتم في الدنيا تعملون بالمعاصي وقد عجزتم الآن عنها وعن الدفع عن أنفسكم.
وقيل: إنه من قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكون كقول هود: {فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ} [هود: 55].


{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45)}
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ} أخبر بما يصير إليه المتقون غدا، والمراد بالظلال ظلال الأشجار وظلال القصور مكان الظل في الشعب الثلاث.
وفي سورة يس {هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ} [يس: 56]. {وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} أي يتمنون. وقراءة العامة ظِلالٍ. وقرأ الأعرج والزهري وطلحة {ظلل} جمع ظلة يعني في الجنة. كُلُوا وَاشْرَبُوا أي يقال لهم غدا هذا بدل ما يقال للمشركين فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ. ف كُلُوا وَاشْرَبُوا في موضع الحال من ضمير الْمُتَّقِينَ في الظرف الذي هو فِي ظِلالٍ أي هم مستقرون فِي ظِلالٍ مقولا لهم ذلك. {إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} أي نثيب الذين أحسنوا في تصديقهم بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعمالهم في الدنيا.


{كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47)}
قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا} هذا مردود إلى ما تقدم قبل المتقين، وهو وعيد وتهديد وهو حال من لِلْمُكَذِّبِينَ أي الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم: كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا. {إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ} أي كافرون.
وقيل: مكتسبون فعلا يضركم في الآخرة، من الشرك والمعاصي.

1 | 2 | 3 | 4